تكنولوجيا

مؤتمر Gitex 25: نظارات ذكاء اصطناعي تمكّن ضعاف البصر من التحرك بثقة

  • النظارات الذكية للمكفوفين تُثبت أن الذكاء الاصطناعي قادر على إعادة الأمل والاستقلالية.
  • المشروع الروماني فاز بجائزة GITEX Healthtech الكبرى تقديرًا لتأثيره الإنساني الملموس.
  • النظارة تستخدم كاميرات ومستشعرات لتحويل البيئة إلى إشارات صوتية ولمسية مفهومة.
  • التقنية تمهد لجيل جديد من الأجهزة المساعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

في قاعات مؤتمر GITEX Global 2025، كانت الضجة هذه المرة حول مشروع إنساني أكثر من كونه تقنيًّا بحتًا. وسط الأضواء والابتكارات الطائرة، تقدّمت شركة رومانية لتعرض اختراعها الجديد: نظارة ذكية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة ضعاف البصر على التنقّل بثقة واستقلالية. من اللحظة الأولى خطف المشروع أنظار الزوار لأنه يلمس الإنسان مُباشرةً.

تخيّل المشهد: شخص كفيف يسير بخطوات ثابتة في ممرّات المعرض الواسعة دون عصا ولا مُرافق، ويُوجّهه الذكاء الاصطناعي بلمسات خفيفة على جبينه وصوت هادئ في أذنه، ولم يكن غريبًا أن يحصد الابتكار جائزة GITEX Healthtech الكبرى بقيمة 10 آلاف دولار.

اقرأ أيضًا: يُعيد البصر لفاقديه.. جهاز نيورالينك من إيلون ماسك ينال موافقة أمريكية

كيف تعمل النظارة؟

الفكرة أبسط مما يبدو: النظارة مُزوّدة بكاميرات ومُستشعرات دقيقة ترصد البيئة المُحيطة وتحوّلها إلى إشارات لمسية وصوتية يفهمها المستخدم، فعندما يقترب من حاجز، يشعر باهتزاز خفيف على أحد جانبي جبهته، فيدرك الاتجاه الآمن، بينما تهمس السماعة بتعليمات التحرُّك خطوة بخطوة.

بهذا الأسلوب، يمكن لضعيف البصر أن يسير في الشارع أو الأماكن العامة دون الاعتماد الكامل على شخص آخر، ويعتمد فقط على «ذكاء» يقرأ له العالم من حوله.

من البحث إلى الواقع

الجميل في هذا المشروع أنه تم نتيجة مسار طويل من أبحاث الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية.

خلال السنوات الأخيرة، طوّر العلماء نماذج متقدمة يمكنها تفسير الصور في الوقت الفعلي، وتقدير المسافات، وحتى تحديد العوائق أثناء الحركة، ومن هنا وُلدت فكرة دمج هذه التقنيات في جهاز يُرتدى على الوجه، ليكون كأنه “عين ثالثة” تساعد المستخدم في تمييز الاتجاهات والتفاصيل.

بعض النماذج البحثية حول العالم وصلت إلى نسب دقة تتجاوز 80⁒ في التعرّف على الأشياء، وهو ما يجعل الطريق ممهّدًا لتحسين الأداء يومًا بعد يوم.

التحديات والفرص

رغم الحماس الكبير، لا يخلو الطريق من العقبات:

  • الإضاءة الضعيفة وحركة المارة السريعة تمثّلان تحديًا أمام الكاميرات والمُعالجة الفورية.
  • كما أن السعر المبدئي ما زال مرتفعًا نسبيًا، ويحتاج إلى خفض ليصبح في متناول الجميع.

لكن الفرص تتسع أكثر كل عام؛ فالمُكونات تصغر والبرمجيات تتطور والأمل يكبر، وتقترب هذه النظارات من أن تصبح أداة أساسية لا رفاهية فيها مع كل جيل جديد من الذكاء الاصطناعي.

ما الذي يعنيه هذا لنا كشباب؟

الأمر أبعد من نظارة ذكية، إنه رسالة تقول إن التقنية يمكن أن تعيد رسم حياة إنسان بالكامل، قد تلهمك هذه التجربة لتفكّر في مشروع يخدم فئة منسية أو يفتح بابًا جديدًا للأمل، ربما تطبيق بسيط، أو فكرة تصميم، أو حتى بحث جامعي.

المهم أن تُدرك أن الذكاء الاصطناعي ليس عالمًا بعيدًا، بل مساحة تنتظر من يملؤها بالرحمة والإبداع،
وكما يُقال: «العلم إذا لم يُسعِد الإنسان، فما قيمته؟»، وربما هذه النظارة هي واحدة من أجمل الإجابات على هذا السؤال.

?xml>