مايكروسوفت تطرد ابتهال أبو السعد بعد اعتراضها المؤثر!

كلنا شاهدنا ما حدث في الاحتفال بالذكرى الـ 50 لتأسيس مايكروسوفت، تحديدًا خلال حديث مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، من اعتراض المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد على سياسات مايكروسوفت المتعلقة بالحرب واستخدام التقنية من أجل القتل والدمار، ” أنتم تجار حرب. كيف تحتفلون بينما تُستخدم تقنياتكم لقتل الأطفال؟” واتهمت مصطفى سليمان شخصيًا “مصطفى أنت مستفيد من الحرب.. عار عليك”
الاعتراض الذي أتى أولا من ابتهال أبو السعد وتلتها فانيا أجراوال، مهندسة أخرى ذات أصول هندية، التي اعترضت أثناء ظهور رؤساء مايكروسوفت الثلاثة لأول مرة معًا منذ 2014، بيل جيتس وستيف بالمر وساتيلا ناديلا.
بعد طرد الأمن كلا الموظفتين من المؤتمر، استمرت التظاهرات أمام مقر مايكروسوفت، وضمت التظاهرات عددًا من الموظفين وهم جزء من No Azure for Apartheid وهي حملة تهدف إلى إنهاء تعاون مايكروسوفت مع الجيش الإسرائيلي وتقديم خدمات Azure السحابية التي تستخدم في جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. كل من ابتهال وفانيا أعضاء في هذه المبادرة.

أتت تلك الصرخات في الرابع من أبريل، وحتى وقت قريب، لم تستطع ابتهال الوصول لحساب العمل والدخول له، وعادة تأتي هذه الخطوة بعد الاستقالة/ الإقالة من الشركة وليس قبلها، ما جعل موقف ابتهال غير مفهوم.
ولكنن منذ ساعات، أرسلت مايكروسوفت رسالة بريد إلكتروني إلى ابتهال تخبرها بطردها من الشركة، وهذا جزء من نص الرسالة حصلت عليها صحيفة The Verge
“في وقتٍ سابق من اليوم، قُمتِ بمقاطعة خطاب ألقاه الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، مصطفى سليمان، خلال احتفالية الذكرى الخمسين للشركة في ريدموند، سياتل، وذلك بالصراخ والإشارة بأصبعك نحو الرئيس التنفيذي أمام جمهور حي يضم آلاف الحضور. وقد وجهتِ اتهامات عدائية، غير مبررة، وغير لائقة على الإطلاق ضد الرئيس التنفيذي، والشركة، ومايكروسوفت بشكل عام.
وعلى الرغم من أن الرئيس التنفيذي حافظ على هدوئه وحاول تهدئة الموقف، إلا أن سلوككِ كان عدوانيًا لدرجة أن أفراد الأمن اضطروا إلى مرافقتكِ خارج القاعة.
وقد خلصت الشركة إلى أن تصرفاتكِ كانت تهدف إلى جذب الانتباه وإحداث أكبر قدر ممكن من التشويش في هذا الحدث الذي طال انتظاره، “كما يثير القلق أنكِ لم تعتذري للشركة، ولم تُبدي أي ندم على الأثر الذي خلفته أفعالكِ.
في مبادرة لطيفة، حاول عبدلله الدبوس، مليادرير كويتي ورجل أعمال، تقديم عرض وظيفي لابتهال بعد طردها من الشركة، ولكن حساب لينكدان الخاص بها كان اختفى مؤقتًا، ولكنه الآن موجود.
أما فانيا أجراوال فقد قدمت إشعارًا مدته أسبوعان باستقالتها من الشركة قبل الحدث، لكن مايكروسوفت قررت إنهاء خدمتها مبكرًا قبل انتهاء مدة الإشعار، بهذا تكون كل من فانيا وابتهال مطرودتان من مايكروسوفت.
وهما ليسا أول من يطرد من مايكروسوفت تحديدًا لاعتراضهم على استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات المختلفة للقتل، منهم مثلًا المهندسان المصريان حسام نصر، وعبده محمد، اللذان طردا في أكتوبر 2024 لتنظيمهم وقفة احتجاجية أمام مقر مايكروسوفت في واشنطن.
وبعيدًا عن مايكروسوفت، جوجل من أكبر الشركات التي تساهم بشكل مباشر في الإبادة في غزة، وقد اعترض العديد من الموظفين على سياسات جوجل وطرد حوالي 50 منهم حتى الآن!
سلطت أفعال ابتهال وفانيا والكثير من الموظفين الشرفاء الآخرين الضوء على حقيقة متكررة، وهي أن شركات التقنية الكبيرة من أهم الداعمين لجيش الاحتلال الاسرائيلي، وتساهم تلك الشركات مباشرةً في القتل والإبادة، التي أسفرت عن أكثر من 50 ألف شهيد منهم أكثر من 10 آلاف طفل، ولا تزال الدماء تنزف…
?xml>