تكنولوجيا

محطات الهاردات: أفضل طريقة جربتها لتحويل الهاردات الداخلية إلى فلاشة!

فوجئت قبل بضعة أيام أن مساحة التخزين على “هاردي” المسكين أوشكت على النفاد. كنت أريد الاحتفاظ ببعض الملفات المهمة والكبيرة، لكن الكيس كانت ممتلئة بأقراص التخزين بحكم أني أحبها وأحب تكديس الملفات حتى تلك التي لا أستخدمها؛ لم يكن هناك مكان لـ M.2 ولا حتى لقرص SATA، والأقراص الخارجية كبيرة السعة باهظة الثمن وكان عليّ أن أتصرف!

لحسن الحظ أن لدي “هاردات” SATA قديمة بمقاس 3.5 و2.5 بوصة، الأخيرة يمكن أن أعيدها للعمل بسهولة عن طريق شراء حافظة أو “راكة”، لكن مساحاتها لا تكفيني، ولهذا يجب أن أُشغّل الهاردات الأكبر. الحلول أمامي تنحصر إما في الطريقة التقليدية المتمثلة في شراء وصلة (من SATA إلى USB) ومحول (12 فولت/2 أمبير) أو استبدال أحد “هاردات” الـ SATA الموجودة في الكيس بالفعل، وكلاهما ليس عمليًا بالنسبي لي، ما كان عمليًا هو هذا الجهاز الذي أريد أن أحدثكم عنه، الذي لا يعيبه أي شيء تقريبًا سوى السعر، والذي لا يعتبر مرتفعًا في حد ذاته إلّا إذا قورن بالطريقة التقليدية.

أقدم لكم “محطة إرساء الأقراص الصلبة”!

نعم، هذا الجهاز يُسمى بـ “محطة الإرساء Docking Station” حرفيًا، لكن دعك من الاسم الآن!

المصدر: FIDECO

هذا الشيء الذي تراه -والذي سنسميه من الآن فصاعدًا بمحطة توصيل الهاردات- هو عبارة عن وسيلة سهلة ومباشرة لاستخدام جميع هاردات الساتا (عدا أقراص الـ IDE)، سواء كانت SSD أو HDD، على اللابتوب أو الكمبيوتر. الجهاز يأتي بمنفذين لاستخدام وحدتين منفصلتين في نفس الوقت، يمكنك التبديل بينهما بسهولة دون الحاجة لفتح الكيس. هناك كابل للباور ووصلة USB؛ نفس فكرة الوصلة والمحول المذكورين بالأعلى، لكن الفرق كبير من الناحيةِ العملية.

ما الفرق بين استخدام هذا الجهاز والطريقة التقليدية؟

في الطريقة التقليدية، حيث يكون الهارد موصّلًا بمصدر الطاقة ووصلة “SATA to USB”، تظهر عيوب واضحة، منها:

  • الفوضى الناتجة عن كثرة الأسلاك، حيث ستجد نفسك أمام 3 أسلاك غالبًا، بالإضافة إلى الهارد، وهذا يجعل كل شيء فوضوي وغير عملي، ناهيك أن طريقة التوصيل لا تكون سلسة بالمرة.
  • انعدام الأمان، حيث يكون الهارد مكشوفًا بالكامل، وغالبًا ما يكون مُلقى على المكتب دون حماية مما يجعله عرضة لأن يسقط أو يُصدَم بأي شكل، وبالتالي قد يتلف.
  • الطريقة غير عملية بالمرة، خصوصًا في الحالات التي تحتاج فيها إلى تبديل الهاردات أو نقل البيانات من هارد إلى آخر، حيث سيتعين عليك أن تفصل كل شيء وتعيد توصيله مرارًا، مما يزيد من احتمالية تلف منافذ الساتا أو الـ USB مع مرور الوقت بسبب التركيب والفصل المستمرين.
  • الشكل غير العملي والفوضوي، لا سيما أيضًا إذا كنت تستخدم أكثر من هارد، إذ سيتحول المكتب إلى حظيرة من الأسلاك، تتداخل مع بعضها، وقد تُسبب مشاكل أهونها تلف الوصلات أو الهاردات وأكبرها ماسٌ كهربائي، وأنت تعرف الباقي!
  • كثيرٌ من الوصلات تعمل بسرعات متواضعة؛ الوصلة التي كانت معي مثلًا كانت تعمل بسرعة 480 ميجابت/ثانية تقريبًا، وهذه سرعة متواضعة مقارنة بمحطة توصيل الهاردات التي تعمل بأكثر من 10 أضعاف السرعة.

على الجانب الآخر…

تقدم محطات توصيل الهاردات ميزات واضحة، على رأسها سهولة الاستخدام (Plug and Play)، وإمكانية تركيب هاردين معًا في نفس الوقت، والأمان، وترتيب الأسلاك بشكل أنيق، وغيرهم من المميزات التي تفتقر إليها الطريقة التقليدية.

تجربتي الشخصية

بالنسبة لمحدثكم، فالجهاز الذي استخدمته من تصنيع شركة تُسمى “FIDECO” (كما هو مُوضّح بالأعلى)، وهو عبارة عن محطة توصيل بفتحتين، هناك أجهزة بفتحة واحدة، وهناك بخمس فتحات -وربما أكثر-، لكن هذا ما وجدته وكان أكثر من كافٍ بالنسبة لي.

المميزات التي وجدتها في هذا الجهاز كانت كالتالي:

  • سهولة الاستخدام (Plug and Play)، حيث لا حاجة إلى برامج أو تعريفات أو إعدادات معقدة.
  • دعم سعات حتى 22 تيرابايت.
  • إمكانية استنساخ بيانات هارد إلى آخر بسهولة دون توصيل الجهاز بالكمبيوتر أصلًا!

  • سرعة نقل تصل إلى 5 جيجابت/ثانية.
  • هيكل خفيف جدًا لتبديد الحرارة، لكنه ليس أفضل شيء عمومًا وكان يُفضل أن تكون هناك مروحة مُدمجة.
  • مفتاح التشغيل المُدمج لضمان الأمان.

كيف أفادني هذا الجهاز؟

أحد أبرز المواقف التي أثبت فيها هذا الجهاز قيمته هو قابلية حمله والتنقل به بسهولة. حجمه الصغير ووزنه الخفيف جعلاني أتنقل به بين أجهزتي وأجهزة أصدقائي بكل سهولة؛ صرت آخذ الهاردات معي وكأنها فلاشات، فقط أحمل كل شيء في حقيبة الظهر وأذهب حيثما شئت.

وزن الجهاز خفيف للغاية ويمكن أن تحمله معك أينما ذهبت

كذلك صرت أستطيع استنساخ بيانات الهاردات بسهولة، وحتى دون الحاجة لتشغيل الكمبيوتر! فقط أضع الهاردين في الفتحتين المخصصتين؛ الهارد المصدر في الفتحة 1 والآخر (الهارد الهدف) في الفتحة 2 وأبدأ عملية الاستنساخ بالضغط على زر “Clone”. لكن، من سَيُقدم على هذه التجربة يجب أن يعلم أن مساحة القرص الهدف يجب أن تكون مساوية أو أكبر من الهارد المصدر، مع العلم أن كل البيانات الموجودة على الهارد الهدف ستُمحى وبها سيستبدل محتوى القرص المصدر.

أخيرًا وليس آخرًا، كانت تجربة الاستخدام الكلية أسلس وأبسط مما توقعت، إذ لم أحتج لأي تعريفات أو إعدادات خاصة؛ الجهاز تعرف على الأقراص، والكمبيوتر واللابتوب تعرفا عليه بكل سهولةٍ وسرعة.

عيوب محطات توصيل الهاردات

العيب الوحيد الذي وجدته في هذا الشيء كان غياب مراوح التبريد المدمجة، حيث وجدتها في أجهزة أخرى سواء من نفس الشركة أو غيرها، بينما لم أجدها هنا. صحيحٌ أنني أستطيع استخدام مروحة خارجية وتبريد الأجواء بطريقتي الخاصة، لكن هذا لا يُغني عن المراوح المدمجة.

هناك إصدارات من محطة توصيل الهاردات مخصصة للـ NVMe؛ كثيرٌ منها يأتي بهذه المروحة مثلما هو موضّح في الصورة، وعمومًا لا يُنصَح باستخدام الهاردات في درجات الحرارة العالية لأنها قد تُمدد الأجزاء الدقيقة، كرؤوس القراءة والكتابة، وتتسبب في تلف الهارد بأكمله.

نسخة الجهاز المخصصة للـ NVMe، والمزودة بمروحة!

إجمالًا، باستثناء هذا العيب، إلى جانب السعر أيضًا، كان كل شيء آخر مثاليًا مقارنةً بالطريقة التقليدية. فعلى الرغم من فرق السعر الذي قد يصل إلى 25 دولارًا بين هذا الجهاز والوصلات اللازمة للطريقة التقليدية، فإن المميزات تبرر هذا الفارق البسيط، فأنت هنا ستحظى بإمكانية تشغيل هاردين في نفس الوقت، وستحصل على سرعة نقل عالية، فضلًا عن سهولة الاستخدام وميزة نسخ الهاردات وغيرهم. 

سعر هذا الجهاز هو 35 دولار فقط (حوالي 1700 جنيه مصري)، ويُمكنك أن تحصل على إصدارات أرخص بفتحةٍ واحدة وبأسعارٍ أقل، لكننا ننصحك بالإصدارات المشابهة أو الأعلى حتى تحصل على أفضل قيمة وتجربة.

?xml>