تكنولوجيا

مراجعة توسعة Alan Wake 2: The Lake House

بعد عام من الانتظار، يعود فريق Remedy Entertainment بالتوسعة الثانية والأخيرة للعبة Alan Wake 2 تحت عنوان The Lake House. توسعة رعب وبقاء بطراز كلاسيكي تهدف لأن تكون الجسر الواصل ما بين نهاية Alan Wake 2 وبداية Control 2 ليستمر الفريق في بناء عالمه المُوسع بمختلف الألعاب. لكن حماسي لم يُكافئ بتجربة تليق بأن تكون نهاية رحلة Alan Wake 2، فهي توسعة صغيرة للغاية لم تُقدم الكثير من ناحية القصة ولا أسلوب اللعب وتركتني متشوقًا للمزيد. إليكم مراجعتنا الكاملة لتوسعة Alan Wake 2: The Lake House.

قصة The Lake House عبارة عن تشويق صريح لـ Control 2

توسعة Alan Wake 2: The Lake House تُتيح لنا اللعب بشخصية لم نتمكن من اللعب بها في التجربة الرئيسية وهي العميلة الفيدرالية لمكتب المراقبة Kiran Estevez التي جاءت لمنطقة Cauldron Lake مع فريقها من العملاء في محاولة فهم الظواهر الغريبة التي تحدث في المنطقة والتي بالطبع تكون مرتبطة بقصة الكاتب Alan Wake الذي يعتبر دمّر كل شيء يحدث في العالم الرئيسي عبر كتاباته في المكان المُظلم أسفل البحيرة.

مكتب المراقبة الفيدرالي هو نفس المكتب الذي نزور منطقته الرئيسية في لعبة Control داخل المنزل الأقدم، لذلك توسعة The Lake House مليئة بكم ضخم من التلميحات لعالم Control وتُزيد من ترابط عالمي Alan Wake و Control وتشرح لنا المزيد من التفاصيل عن الأشياء الخارقة للطبيعة التي تحدث في عالم فريق Remedy.

مكتب المراقبة الفيدرالي المتواجد فوق بحيرة Cauldron Lake يرأسه Jules و Diana Mormont، زوج وزوجة من الباحثين يريدان معرفة المزيد عن البحيرة. أحدهما يُركز على كتابات Alan Wake ويحاول صُنع شيء شبيه بها في عالمنا الحقيقي، والآخر يضع كل تركيزه على جلب فنانين آخرين ليرى مدى تأثير هذا المكان عليهم وهل من الممكن أن يؤدي بهم إلى نفس حالة الجنون التي أصابت Alan Wake أم لا. المكان عبارة عن منطقة بحث غير أخلاقية تهدف للدخول داخل النفس البشرية واستخراج أبشع ما فيها بطرق مختلفة، وكل هذا يحدث بالطبع تحت إشراف المكتب الرئيسي “المنزل الأقدم الذي رأيناه في لعبة Control”.

لكن رغم أن فكرة القصة نفسها جيدة إلا أنها لم تُقدم أي شيء جديد على عالم Alan Wake ولم تفتح معرفتنا مثلًا على أشياء جديدة، بل كل تلك معلومات رأيناها سابقًا يتم تقديمها بشكل مختلف. ضفّ على ذلك أن التوسعة تمتد لثلاثة ساعات لعب فقط، وشخصيًا كنت أتوقع أنها ستكون أكبر من ذلك نسبيًا!

تحذير: النقطة التالية بها حرق لنهاية The Lake House (اقرأ على مسؤوليتك):

الشيء الوحيد الإيجابي في قصة توسعة The Lake House هو أن اللعبة تُتيح لك مقابلة Dylan (أخو Jesse بطلة لعبة Control) الذي يتحدث عن المجزرة التي حدثت في المنزل القديم، ويُعطيك نبذة سريعة على عالم لعبة Control 2، والذي من الواضح أن الظل الهامس قد خرج من المنزل القديم وانتشر في كل أنحاء نيويورك مما أدى إلى وباء على الصعيد المحلي. وبالنظرة الأولى على اللقطات التي عُرضت للعبة Control 2، فبطلتنا Jesse تعود في عالم أضخم وأوسع و سنتمكن من استكشاف مدينة نيويورك المُدمرة بالكامل في رحلة بحثنا عن طريقة لإيقاف تفشي هذا الوباء!

أسلوب اللعب قدّم فكرة جديدة لم تُستغل بأي شكل!

أسلوب اللعب يختلف عن التوسعة السابقة، حيث نعود هنا لأساسيات تجربة Alan Wake 2 التي تعتمد على الرعب وإدارة الموارد من أجل البقاء على قيد الحياة في مجموعة من المواجهات الصعبة. لحسن الحظ، التوسعة قررت مفاجأتنا بتقديم نوع جديد من الأعداء، وطريقة جديدة كليًا لقتلهم باستخدام سلاح جديد، لكن للأسف ظهورهم كان مُخيبًا جدًا للآمال!

الأعداء الجديدة (المرسومين) ظهروا بضعة مرات بسيطة على مدار الثلاثة ساعات لعب، ومواجهتهم كانت عبارة عن التصويب وإطلاق النيران باستخدام السلاح الجديد بدون تقديم أي فكرة. حتى السلاح الجديد تم تقديمه تقريبًا في آخر ساعة من التوسعة مما أتاح لك استخدامه لفترة بسيطة جدًا لم تُلبي رغبتي كلاعب في الاستمتاع به لأطول فترة ممكنة.

التوسعة كانت تحتاج أن تكون أكبر من ذلك بضعف الوقت تقريبًا حتى نتمكن من مواجهة الأعداء الجديدة في سيناريوهات مختلفة ونستمتع باستخدام السلاح الجديد كليًا الذي وكأنه ظهر أمامنا من عالم لعبة Control. وصولًا للمواجهة الأخيرة، أنت تظن أن التجربة لا يزال أمامها بضعة ساعات، لكن اللعبة فجأة تضع أمامك زعيم أخير مواجهته مقبولة وتتفاجئ بأن التوسعة انتهت!

أعجبني في أسلوب لعب التوسعة هنا أنها أصعب من اللعبة الرئيسية حيث تحتاج التركيز بشكل أكبر على إدارة الموارد، وعندما تدخل في مواجهات مع الظلام فإنها تكون صعبة بمجموعة كبيرة من الأعداء أمامك على الشاشة ويجب عليك التركيز في كيفية التعامل معهم ومن تقتل أولاً حتى تُعطي نفسك المساحة والراحة في القتال.

لا نحتاج للحديث كثيرًا عن تقنيات Alan Wake 2

مثلما تحدثنا في مراجعتنا الرئيسية للعبة Alan Wake 2، فإنها واحدة من الألعاب التي تتمتع بتجربة رسومية من الأفضل في التاريخ سواء من ناحية تصميم الشخصيات أو البيئات أو الحركة وتقديم كل شيء فيها. محرك Northlight الخاص بفريق Remedy هو محرك إبداعي يُقدم تجربة بصرية شبيهة بـ Unreal Engine 5 بدعم كامل لكافة تقنيات تتبع الأشعة في الإضاءة و الظلال والانعكاسات.

توسعة The Lake House تُعطينا طابع Control أكثر من Alan Wake من الناحية الرسومية حيث أن تصميم منزل البحيرة نفسه قريب جدًا من تصميم المنزل الأقدم في لعبة Control، وكان الأمر بمثابة تذكر رحلتنا في لعبة Control وأننا فعلًا لا نستطيع الانتظار للانغماس أكثر في عالم Control 2 عندما تتوفر في المستقبل.

من ناحية الأداء التقني، فكان أفضل من اللعبة الرئيسية وهذا منطقي لأنك داخل مكان مُغلق. جربت التوسعة على بطاقة RTX 3050 مع معالج Intel Core i5-10400F و 32 جيجا بايت من الرامات، وحصلت على 60-80 إطارًا في الثانية عند وضع اللعبة على إعدادات PS5 Performance بدقة 1080p وتفعيل تقنية Nvidia DLSS على وضع الجودة. لم أواجه أي مشاكل أخرى أو Bugs وجليتشات، ويمكن قول أن الإضافة مصقولة تقنيًا عمومًا.

في النهاية

للأسف توسعة Alan Wake 2: The Lake House كانت مُخيبة للآمال نسبيًا. فرغم أنها استطاعت البناء على قصة عالم Remedy وتشويقنا بشدة لـ Control 2، إلا أنها في نفس الوقت أخفقت في استغلال أفكار أسلوب اللعب الجديدة وقدمت نوع جديد من الأعداء لم نراه إلا مرتين، وسلاح جديد استخدمناه خلال تلك المرتين فقط.. ضفّ على ذلك قصر مدة لعبها، وستجد نفسك مصدومًا عندما تظهر شاشة النهاية أمامك. عمومًا إذا كنت تمتلك النسخة الديلوكس من Alan Wake 2 فننصحك بتجربة التوسعة بالأخص إذا كنت تفتقد هذا العالم، لكن لا تتوقع منها الكثير!

?xml>