بعد 66 عاما من إنتاج فيلم «رد قلبي».. السوشيال ميديا تنقلب على «علي ابن الجنايني»

إيناس عبدالله:
نشر في:
الأربعاء 26 يوليه 2023 – 11:32 ص
| آخر تحديث:
الأربعاء 26 يوليه 2023 – 11:32 ص
يعد فيلم “رد قلبي”، واحدا من أشهر الأفلام المصرية التي تناولت الحقبة الزمنية لثورة 23 يوليو، هذه الثورة المجيدة التي أطاحت بالنظام الملكي، ليحل محلها النظام الجمهوري، الذي ساوى بين أفراد الشعب، فلا فرق بين “ابن الجنايني” و”ابن الباشا”.
واستعرض الفيلم شكل الحياة في مصر ما قبل الثورة، من خلال قصة شاب فقير ابن جنايني يُدعى “علي” أحب أميرة من الأغنياء تُدعى “إنجي”، ولكن حبهما لا يرى النور في ضوء التفرقة الطبقية التي تميز بها النظام الطبقي حينها، ولم تستطع إنجي الارتباط بحبيبها -رغم أنه أصبح ضابطا في الجيش- إلا بعد اندلاع الثورة التي قضت على النظام الطبقي والإقطاعيين الذين كانوا يستولون على خيرات البلاد دون غيرهم.
الفيلم من تأليف يوسف السباعي، وإخراج عز الدين ذو الفقار، وبطولة شكري سرحان، الذي لعب دور علي ابن الجنايني، ومريم فخر الدين التي لعبت دور إنجي بنت الباشا، ولعب دور شقيقها الفنان أحمد مظهر، واشترك في البطولة عدد كبير من الفنانين من بينهم حسين رياض، صلاح ذو الفقار، ورشدي أباظة.
يعتبر فيلم “رد قلبي” من أيقونات السينما المصرية الذي يحفظ المصريون أحداثه عن ظهر قلب، خاصة أنه يتم عرضه بشكل منتظم في يوم الاحتفال بذكرى الثورة، لكن هذا العام حدث شيء مختلف وغير متوقع، فبعد مرور 66 عاما من إنتاج “رد قلبي”، انقلب جمهور السوشيال ميديا على “علي ابن الجنايني” وانتصر لابن الباشا، ليتصدر الفيلم “التريند” بلغة هذا الزمن.
وكتب أحد رواد السوشيال ميديا: “فيلم رد قلبي ده كل ما اتفرج عليه أتعاطف جداً مع البرنس علاء ابن أفندينا، واحد شايف ابن الجنايني ماشي مع أُخته، وكلام حب وغزل، ولما اعترض على الوضع طلع ظالم!”.
وكتب آخر: “الفيلم أظهر ابنا الجنايني وهما يعيشان حياتهما في الكباريهات، ويرافقان الراقصات، بينما لم يظهر ابن الباشا في مشهد مسيء واحد، بل كانت كل مشكلته أنه يبدي انزعاجه كلما يشاهد (علي) يقف ويتحدث مع شقيقته، فيشعر بغيرة أي رجل شرقي على أهل بيته”.
ورأى ثالث أن الفيلم أخطأ حينما أظهر الحياة التي كان يعيشها الجنايني وأسرته بهذا الشكل، حيث أوضح الفيلم أنهم كانوا يعيشون في منزل كبير خالِ من أي مظاهر الفقر والحوجة، وأن الجنايني استطاع الإنفاق على ولديه بشكل جيد، وألحقهما بالمدارس، ليصبح أحدهما ضابط جيش والآخر ضابط شرطة، وأن المشكلة الوحيدة في الفيلم، هي كيف لم تقبل أسرة الفتاة سليلة العائلة الملكية أن تزوج ابنتها من ابن الجنايني، ولو تكرر الأمر في زماننا هذا، لن توافق أي أسرة ثرية على تزويج ابنتها لرجل يعمل والده في مهنة تراها الأسرة لا ترقى إليها.
الملفت في الأمر هنا، أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتصر فيها جمهور السوشيال ميديا على الطرف المقصود مهاجمته وانتقاده بالفيلم، فقد حدث وانتصر نفس الجمهور لشخصية “لوسي ابن طنط فكيهة” في فيلم “إشاعة حب”، إنتاج عام 1969، الذي لعب بطولته كل من سعاد حسني، وعمر الشريف، ويوسف وهبة، ولعب دور لوسي الفنان جمال رمسيس.
فرغم أن شخصية “لوسي”، من المفترض أنها شخصية عديمة المسئولية لشاب يعيش على أموال والدته وأسرته الغنية، ولا يهمه سوى الرقص وإيقاع الفتيات في حبه، لكن رواد السوشيال ميديا في هذا الزمن، شاهدوا فيه وجها مختلفا، حيث أكد كثيرون أنه متعدد النقاط الإيجابية، فهو متعلم في أوروبا، ويجيد أكثر من لغة، ومثقف فنيا، ويعمل في المهنة التي يعشقها، وهي تدريب الرقص، وحصل على الماجستير فيه من أوروبا، وصريح، ولم يكذب مثل بطل العمل عمر الشريف الذي لجأ لأساليب خداعية لإيقاع ابنة عمه في حبه، وكان لوسي مهذبا في تعامله مع السيدات، بخلاف بطل العمل الذي كان حادا، ويفتقد للياقة.
واتهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي المخرج الراحل فطين عبدالوهاب تعمده تسليط الضوء على سلبيات الشخصية، ودفع الفنان يوسف وهبي للتنمر عليه والسخرية منه، رغم أنه شخصية تفتقد للأخلاق، ومهمل لعمله، ويطارد النساء، ويخون زوجته.
ورأى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن “لوسي ابن طنط فكيهة”، هو الشخصية الوحيدة في الفيلم الواضحة التي تتمتع بذكاء شديد، فهو الوحيد الذي لم يصدق أن الفنانة هند رستم تربطها علاقة عاطفية بالشاب “حسين” أو عمر الشريف، الذي ظنه لوسي أنه الميكانيكي في أول لقاء جمع بينهما.
اقرأ أيضا
بعد 60 عاما من إنتاج فيلم إشاعة حب.. رواد السوشيال ميديا ينصفون لوسي ابن طنط فكيهة