واشنطن تلاحق سنغافورة: هل هي محطة شرائح NVIDIA المتقدمة إلى الصين؟
في محاولةٍ لكشف أي ثغرات في القيود التجارية التي فرضتها واشنطن على تصدير بطاقات الشاشة المتقدمة للصين، فتحت السلطات الأمريكية تحقيقًا حول احتمال تورط سنغافورة في تزويد الصين بشرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة من Nvidia.
لماذا سنغافورة بالتحديد؟
وفقًا لتقرير من بلومبرغ، فإن الارتفاع الهائل في مبيعات NVIDIA إلى سنغافورة -التي سجلت قفزة بنسبة 740% منذ تأسيس شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek- أثار علامات استفهام لدى المسؤولين الأمريكيين. سنغافورة ليست لاعبًا رئيسيًا في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وهذا فتح الباب أمام الفرضيات المطروحة بأنها مجرد محطة عبور إلى السوق الصينية.
شركة NVIDIA نفسها لم تنكر احتمالية وجود هذه الثغرة، حيث صرحت بأن موقع إصدار الفواتير قد لا يعكس الموقع الفعلي للمستخدم النهائي. ومع استمرار تدفق الشرائح المتقدمة إلى الصين رغم القيود، يبدو أن الإجراءات الأمريكية السابقة لم تحقق الهدف المطلوب بعد.
هل فشلت واشنطن؟
تشير التقارير إلى أن الصين استوردت من سنغافورة وحدها شرائح H100 المتطورة بكميات تفوق ما حصلت عليه من الولايات المتحدة. ومع وجود 99 مركز بيانات فقط في سنغافورة، فإن هذه الأرقام تثير الشكوك حول ما إذا كانت هذه الرقاقات تجد طريقها إلى السوق الصينية، سواء عبر إعادة التصدير أو عبر شركات وسيطة.
شركة DeepSeek الصينية، والتي لفتت الأنظار بامتلاكها موارد حوسبية تفوق 1.6 مليار دولار، لديها بالفعل أكثر من 10,000 وحدة (بعد التقارير تشير إلى أن الرقم أكثر من 500 ألف) من شريحة H100 المحظورة، إضافةً إلى 10,000 وحدة من شرائح H800 التي تم تصميمها خصيصًا للسوق الصينية. هذا يعني أن الصين لا تزال تمتلك أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا، مما يضعف تأثير العقوبات الأمريكية على طموحاتها في هذا المجال، بل ويُشير إلى فشلها في السيطرة على تصدير مواردها المتقدمة.
جدير بالذكر أن الشبهات لم تقتصر على سنغافورة وحدها، حيث دخلت الفلبين أيضًا دائرة الاتهام كدولة وسيطة محتملة لتوصيل الشرائح إلى الصين. إذا قررت الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات صارمة، فقد يتسبب ذلك في خسائر كبيرة لشركة NVIDIA، التي تحقق 20% من إيراداتها من قطاع الذكاء الاصطناعي.
إذا أكدت التحقيقات وجود ثغرات في العقوبات الأمريكية، فقد تواجه NVIDIA وسنغافورة تداعيات خطيرة، بدءًا من فرض قيود جديدة على الصادرات، وصولًا إلى تشديد اللوائح ضد الدول التي يُشتبه بتورطها في إعادة تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين. في المقابل، قد تدفع هذه التطورات الصين إلى تكثيف جهودها في تطوير أشباه موصلات محلية لتستغني تمامًا عن الغرب.
رأيك يهمنا: هل تعتقد أن الولايات المتحدة ستنجح في منع الصين من الوصول إلى شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة؟ أم أن هذه التحقيقات مجرد حلقة جديدة في صراع لا نهاية له؟
?xml>