تكنولوجيا

Google Translate يحصل على ترجمة صوتية فورية ودعم أوسع بفضل Gemini

  • أطلقت جوجل تحديثًا يضيف ترجمة صوتية فورية عبر سماعات الرأس في Google Translate.
  • دعمت جوجل التحديث بتكامل Gemini لتحسين فهم السياق والتعابير الاصطلاحية.
  • وسعت جوجل أدوات تعلم اللغات داخل Google Translate إلى دول ولغات جديدة.
  • تخطط جوجل لتوسيع الإتاحة إلى iOS ودول إضافية خلال عام 2026.

أطلقت جوجل تحديثًا جديدًا لتطبيق Google Translate يتيح الاستماع إلى الترجمة الفورية مباشرة عبر سماعات الرأس، في خطوة عكست توجهًا واضحًا نحو جعل الترجمة أكثر اندماجًا في الحياة اليومية. وجاء الإعلان عن الميزة الجديدة ضمن تجربة تجريبية بدأت الشركة طرحها تدريجيًا، مع التركيز على تسهيل التواصل في المواقف الحية مثل المحادثات المباشرة والمحاضرات ومتابعة المحتوى المرئي بلغات مختلفة.

اعتمدت جوجل في هذا التحديث على فكرة تحويل أي سماعة رأس عادية إلى أداة ترجمة فورية باتجاه واحد، حيث يستمع المستخدم إلى الترجمة بلغته المفضلة في أثناء حديث الطرف الآخر بلغته الأصلية. وحافظت التجربة الجديدة على نبرة المتحدث وإيقاعه وتوقفاته، وهو ما ساعد على تمييز المتحدثين وفهم سياق الحديث بصورة أوضح، وفق ما أوضحته الشركة في بيانها الرسمي.

تفاصيل تحديث Google Translate

أتاحت التجربة الجديدة للمستخدمين فتح تطبيق الترجمة، ثم تفعيل خيار Live translate، ليبدأ التطبيق في التقاط الصوت وترجمته مباشرة إلى اللغة المختارة وإرسالها إلى السماعات. واستهدفت جوجل من هذه الخطوة تسهيل التفاعل في مواقف متعددة، مثل السفر إلى الخارج، أو حضور محاضرات بلغة أجنبية، أو متابعة الأفلام والبرامج التلفزيونية بلغات مختلفة دون الحاجة إلى قراءة نصوص مكتوبة على الشاشة.

أشارت روز ياو، نائبة رئيس إدارة المنتجات في جوجل، إلى أن الهدف من الميزة يتمثل في جعل الترجمة أكثر سلاسة وأقرب إلى التجربة الطبيعية، خاصة في البيئات التي يصعب فيها التركيز على الهاتف أو قراءة النصوص. وأوضحت أن المستخدم بات قادرًا على الاكتفاء بسماعاته وهاتفه لسماع الترجمة في الوقت الفعلي، مع الحفاظ على تفاصيل الصوت الأصلي.

بدأت جوجل طرح النسخة التجريبية من ميزة الترجمة عبر سماعات الرأس على نظام أندرويد في الولايات المتحدة والمكسيك والهند. ودعمت الميزة الجديدة أكثر من سبعين لغة، مع عملها على أي نوع من سماعات الرأس دون الحاجة إلى أجهزة مخصصة. وأعلنت الشركة نيتها توسيع نطاق الإتاحة ليشمل نظام iOS ودولًا إضافية خلال عام 2026.

سعت جوجل في الوقت نفسه إلى تعزيز قدرات الترجمة النصية داخل التطبيق عبر دمج إمكانات متقدمة من نموذج Gemini. وأسهم هذا الدمج في تحسين دقة الترجمة وفهم السياق، خاصة عند التعامل مع العبارات الاصطلاحية والتعابير المحلية والكلمات العامية التي يصعب ترجمتها حرفيًا.

قدمت الشركة مثالًا على ذلك من خلال ترجمة تعبير إنجليزي شائع مثل stealing my thunder، حيث أصبح التطبيق قادرًا على تقديم ترجمة تعكس المعنى المقصود للتعبير، بدل الاكتفاء بترجمة الكلمات بشكل مباشر. وارتكز هذا التحسين على قدرة Gemini على تحليل السياق اللغوي وفهم الدلالة العامة للجملة.

ميزات أخرى في التحديث

وسعت جوجل نطاق إتاحة تحديثات Gemini داخل تطبيق الترجمة في الولايات المتحدة والهند، مع دعم الترجمة بين اللغة الإنجليزية ونحو عشرين لغة أخرى، من بينها العربية والإسبانية والصينية واليابانية والألمانية. وأتاحت هذه التحديثات على أندرويد وiOS والويب، في إطار خطة تهدف إلى توحيد تجربة الترجمة عبر مختلف المنصات.

طورت جوجل كذلك أدوات تعلم اللغات داخل تطبيق Google Translate، ووسعت نطاقها الجغرافي ليشمل قرابة عشرين دولة جديدة، من بينها ألمانيا والهند والسويد وتايوان. وسمحت هذه الأدوات لمتحدثي اللغة الإنجليزية بالتدرب على اللغة الألمانية، في حين أتيح لمتحدثي لغات مثل البنغالية والصينية المبسطة والهولندية والألمانية والهندية والإيطالية والرومانية والسويدية ممارسة اللغة الإنجليزية.

اعتمدت الشركة في هذه التوسعة على تحسين آليات التغذية الراجعة، حيث قدم التطبيق ملاحظات أكثر تفصيلًا حول النطق والأداء، مع نصائح عملية تساعد المستخدم على تطوير مهاراته اللغوية تدريجيًا. وركزت هذه الملاحظات على الجوانب الصوتية والاستخدام الصحيح للكلمات في السياق.

أضافت جوجل أيضًا ميزة جديدة تتابع عدد الأيام المتتالية التي يلتزم فيها المستخدم بالتعلم، وهو ما ساعد على قياس الاستمرارية وتحفيز المستخدمين على الانتظام. وقربت هذه الإضافة تجربة التعلم داخل تطبيق Google Translate من تطبيقات تعلم اللغات المتخصصة، وعلى رأسها Duolingo، من حيث المتابعة اليومية وتحفيز الاستمرار.

أكدت جوجل في ختام إعلانها أن هذه التحديثات تمثل مرحلة أولى، مع استمرار العمل على تحسين التجربة وتوسيع نطاق الدعم اللغوي والجغرافي خلال الفترة المقبلة، في إطار رؤية أوسع تهدف إلى كسر الحواجز اللغوية وجعل التواصل أكثر سهولة على مستوى العالم.

رأي شخصي: أرى أن هذه التحديثات مجتمعة شكلت توجهًا واضحًا لدى جوجل نحو تحويل تطبيق الترجمة من أداة مساعدة سريعة إلى منصة متكاملة تجمع بين الترجمة الفورية وتعلم اللغات. وأظهرت الخطوة حرص الشركة على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في خدماتها اليومية، مع التركيز على الاستخدام العملي في مواقف الحياة المختلفة.