تكنولوجيا

Pac-Man تعود بسرعة البرق: لعبة سرية على يوتيوب تذهل اللاعبين

يبدو أن لعبة باك-مان الشهيرة لم تنتهي بعد. فعلى الرغم من صدورها لأول مرة عام 1980، ومرور أكثر من أربعة عقود على وجودها في الذاكرة الجماعية لعشاق الألعاب، لا تزال هذه اللعبة تدهشنا بأشكال جديدة ومبتكرة. ظهرت آخر مفاجآت هذه الأيقونة الكلاسيكية داخل منصة يوتيوب، وتحديدًا ضمن خدمة تجريبية تحمل اسم “YouTube Playables”، حيث ظهرت نسخة جديدة تحت عنوان “Pac-Man Superfast”، وهي تجربة خارقة السرعة تتحدى ردود الفعل والأعصاب.

خدمة YouTube Playables: ركن مهمل يستحق الانتباه

أطلقت جوجل خلال العام الماضي خدمة “YouTube Playables” كميزة تجريبية تتيح للمستخدمين تشغيل ألعاب بسيطة مباشرة من خلال متصفح الويب، دون الحاجة إلى تحميل أو تثبيت. ورغم أن الإعلان عن هذه الخدمة مر مرور الكرام، ولم يحظَ بتغطية إعلامية كبيرة، إلا أن مكتبتها تضم الآن قرابة 200 لعبة تتراوح بين العناوين المعروفة مثل Cut the Rope وCrossy Road، وألعاب أكثر بساطة أو حتى مقلدة من تطبيقات الجوال.

لكن وسط هذا الزحام، تبرز لعبة Pac-Man Superfast كاستثناء مميز، فهي ليست فقط إصدارًا رسميًا مرخصًا من الشركة المالكة، بل تمثل كذلك محاولة جديدة لإعادة تقديم واحدة من أعظم ألعاب الأركيد في التاريخ، ولكن بطريقة أكثر إثارة وسرعة.

السرعة عنصر أساسي في تجربة جديدة كليًا

تبدأ اللعبة بوتيرة مشابهة إلى حد بعيد للنسخة الأصلية التي عرفها العالم قبل أكثر من 40 عامًا، لكن بعد لحظات قليلة، يبدأ كل من “باك-مان” والأشباح الأربعة في التحرك بسرعة أكبر تدريجيًا. ومع كل فترة زمنية قصيرة، تنتقل اللعبة إلى مستوى سرعة جديد يحمل أسماء مثل “سوبر فاست”، “كرايزي”، “إنساين”، “مانياك”، وحتى “دووم”، وهو المستوى النهائي الذي يشكّل تحديًا حقيقيًا للأعصاب.

يجعل هذا التسارع المستمر تجربة اللعب مختلفة تمامًا عن النسخة الكلاسيكية، حيث يتحول اجتياز المتاهة إلى اختبار شديد لردود الفعل والسرعة الذهنية. ويصبح اللعب أشبه برقصة متواصلة تحتاج إلى دقة وتركيز، خصوصًا عند تغيير الاتجاهات عدة مرات في الثانية الواحدة.

عودة إلى الاستراتيجيات القديمة ولكن بلمسة جديدة

رغم أن اللعبة تعيد استخدام تصميم المتاهة الكلاسيكي وأسلوب المطاردة المعروف بين باك-مان والأشباح، إلا أن التحدي هنا يزداد مع الزمن. تُبقي اللعبة على الآليات القديمة نفسها، مثل جمع النقاط، واستخدام “الحبوب الكبيرة” لتحويل الأشباح إلى أهداف مؤقتة، لكن تنفيذ هذه التكتيكات يصبح أكثر صعوبة مع زيادة السرعة.

يعتمد اللاعب على الأنماط القديمة لحركة الأشباح وتجنّبهم، لكن ذلك يتطلب ردود فعل فورية، وقدرة على التفكير السريع أثناء التنقل في الممرات الضيقة. إنها تجربة تعيد المجد للعبة الأصلية ولكن بثوب عصري يليق بعصر السرعة والتقنية.

تحكم مثالي على الحاسوب وصعوبات على الهواتف

رغم أن اللعبة متاحة على الهواتف الذكية وتدعم اللمس، إلا أن التجربة على هذه الأجهزة تفتقر إلى الدقة المطلوبة في المستويات الأعلى. يحتاج اللاعب إلى استخدام لوحة المفاتيح عبر المتصفح للحصول على أقصى قدر من التحكم والدقة، وهو أمر يجعل من التجربة على الحاسوب أفضل بكثير. للأسف، لا تدعم اللعبة وحدات التحكم الخارجية (USB Controller)، وهو أمر محبط لمحبي اللعب الاحترافي.

ورغم أن “سوبرفاست” تقدم تجربة رائعة على مستوى السرعة، إلا أنها تعاني من بعض القيود التي تحد من طموحات اللاعبين. تنتهي اللعبة بعد 13 مرحلة فقط، ما يحرم اللاعبين من فرصة مواصلة اللعب على المدى الطويل، كما هو معتاد في لعبة باك-مان الأصلية التي تمتد حتى 256 مرحلة.

إضافة إلى ذلك، يحصل اللاعب على حياة إضافية كل 5000 نقطة، مما يتيح إمكانية تخطي المراحل بالاعتماد على التكرار وليس المهارة بالضرورة. كما لا يوجد نظام مكافآت لمن يحتفظ بعدد كبير من الأرواح أو يصمد لفترات طويلة، ولا توجد لوائح للمتصدرين، مما يجعل من الصعب مقارنة النتائج مع الأصدقاء أو تحدي اللاعبين الآخرين.

متعة فريدة في عالم مهدد بالزوال

رغم هذه السلبيات، يظل إصدار Pac-Man Superfast تجربة مسلية تستحق الوقت، خصوصًا لمن يبحثون عن لعبة خفيفة ولكن محفزة خلال فترات الراحة. كما يمنح التوتر الناتج عن السرعة العالية، والشعور بالإنجاز عند تجاوز كل مستوى، اللعبة طابعًا ممتعًا وجذابًا يصعب مقاومته.

لكن كغيرها من تجارب جوجل، تبقى هذه الخدمة معرضة للإغلاق في أي لحظة، خصوصًا إن لم تلقَ اهتمامًا كافيًا. لذا، إن كنت من عشاق الألعاب الكلاسيكية، فربما حان الوقت لاكتشاف هذه النسخة الخفية قبل أن تختفي إلى الأبد ضمن مقبرة منتجات جوجل.

?xml>