Tea: تطبيق المواعدة النسوي الأشهر والفضيحة ذات “الجلاجل”!

هناك العديد من تطبيقات المواعدة على الإنترنت، لكن هذا التطبيق مختلف. اسمُه “Tea Dating Advice” (اسمح لنا أن نُسميه Tea كما يظهر على الموقع الرسمي وليس متاجر التطبيقات)، واستطاع أن يخطف الأنظار في الولايات المتحدة، ليس بسبب مواصفات أو مميزات تقنية معينة، وإنما بسبب تحيّزه للنساء ومعاداته للرجال. فبعيدًا عن أي شيء؛ لا يمكنك استخدام التطبيق إلّا إذا كنت امرأة، وهناك قواعد صارمة جدًا للتأكد من ذلك!
بحسب بيانات موقع “SensorTower”، المتخصص في مراقبة أداء التطبيقات، فإن “Tea” أصبح أكثر التطبيقات المجانية تحميلًا في أمريكا، كما احتل المركز الأول في قسم “Lifestyle” على متجر App Store.
مطورو التطبيق أنفسهم أكدوا على إنستجرام وصول عدد المستخدمات إلى أكثر من 4 ملايين، مُشيرين إلى انضمام قرابة المليون “مُستخدمة” خلال الأيام القليلة الماضية فقط. لكن على ما يبدو أن تباهيهم بذلك أتى بنتيجة عكسية، نتيجة تسببت بتسريب بيانات 72 ألف سيدة حسب ما تناولته الكثير من الصحف ووسائل الإعلام، مثل الـ “CNN” و”The New York Times”!
ما فكرة تطبيق Tea؟

كما أسلفنا الذكر، لا يتوفر تطبيق Tea إلّا للنساء، وفكرته أنه يتيح لهن النشر -بشكل مجهول- عن الرجال الذين يتواصلن معهم أو يواعدنهم، وذلك ضمن مجتمع مُغلق لا يضم أي ذكر.
تقول صفحة التطبيق الرسمية إن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو تمكين النساء من المواعدة بأمان. لتحقيق هذا الهدف، يوفر التطبيق لمستخدماته 4 ميزات رئيسية؛ ميزات موجودة بشكل منفصل بالمناسبة، لكن التطبيق جمعهم في واجهةٍ واحدة.
الميزة الأولى هي البحث العكسي بالصور عبر الذكاء الاصطناعي، حيث يتم مقارنة صور الرجل بمليارات الصور على الإنترنت لمعرفة ما إذا كانت صورته حقيقية أم مولدة بالذكاء الاصطناعي أم ماذا.
الميزة الثانية هي البحث بالأرقام لاكتشاف ما إذا كان الرجل متزوجًا بالسر، وذلك عبر مطابقة رقم الهاتف مع قواعد بيانات عامة في أمريكا، والبحث عن الحسابات المرتبطة بنفس الرقم على منصات التواصل، وفحص شهادات نساء أخريات قد أبلغن عن هذا الرقم، إلخ.
بالنسبة للميزة الثالثة، فهي التحقق من السجل الجنائي، وفكرتها أنه عند إدخال اسم الرجل أو رقم هاتفه، يُجري التطبيق فحصًا آليًا في قواعد بيانات عامة أيضًا، وخصوصًا السجلات الجنائية المتاحة علنًا، لمعرفة ما إذا كان الرجل مدانًا في قضايا عُنف منزلي أو مسجلًا في جرائم جنسية أو لديه سجل جنائي عمومًا أم لا.
أما الميزة الرابعة، فالهدف منها فضح المتحرشين عبر فحص قائمة تُعرَف بـ “المتحرشين الجنسيين المسجلين Registered Sex Offenders”، وهي قائمة معروفة تنشرها السلطات المحلية في أمريكا.

مرة أخرى، رغم أن هذه الخدمات متوفرة عبر أدوات عامة على الإنترنت، فإن “Tea” يقدمها في واجهة واحدة سهلة الاستخدام، ومخصصة للنساء فقط. ويصف التطبيق نفسه بأنه يحتوي على “أكبر غرفة محادثة نسائية في أمريكا”، حيث تتبادل المستخدمات تجاربهن ونصائحهن حول المواعدة بسرّية تامة. الرجل الذي تثبُت عليه أي تُهمة يُوصف بالـ “Red Flag”، في حين يُشار للرجال الموثوقين بالـ “Green Flag”.
خلفية التطبيق وآلية العمل

على عكس المتوقع، طور تطبيق Tea رجلٌ يدعى شون كوك في 2023، وهو رائد أعمال في منطقة “Bay Arena” الأمريكية تعرضت والدته للاحتيال من قِبل رجال ذوي سجلات جنائية على منصات المواعدة. نتيجة لذلك، قرر شون تمويل المشروع ذاتيًا وإطلاقه عام 2013 لحماية النساء من الوقوع في مواقف مشابهة، بل وقرر التبرع بـ 10% من العوائد لخط المساعدة الوطني ضد العنف المنزلي.
يتطلّب التسجيل في تطبيق Tea المرور بعملية تحقق دقيقة تبدأ بتحميل صورة سيلفي تُستخدم لتأكيد تطابق الملامح عبر الذكاء الاصطناعي، تليها خطوة رفع صورة من بطاقة الهوية الرسمية للتحقق من البيانات الشخصية. بعدها يُعلَّق الطلب لحين مراجعته يدويًا من قِبل فريق التطبيق، وقد تستغرق هذه المراجعة عدة أيام قبل صدور قرار القبول أو الرفض.
ومع كل ذلك، تمكن بعض الرجال من التحايل على هذه العملية من خلال استخدام هويات وصور سيلفي مزيفة لنساء أخريات، بل وتمكنوا من اختراق قاعدة بيانات التطبيق ونشرها على موقع 4chan لفضح هوية ما يزيد عن الـ 70 ألف فتاة!
تفاصيل عملية الاختراق
بعد الإقبال الضخم على التطبيق وتفاخر القائمين عليه بذلك، دعا منتقدون على منصة 4chan وغيرها إلى اختراق التطبيق لأنه ينتهك خصوصية الرجال.
وبالفعل، في يوم الجمعة الموافق 25 يوليو 2025، أعلنت شركة Tea عن حدوث خرق أمني استهدف “نظامًا قديمًا” لتخزين البيانات، مما أسفر عن وصول غير مُصرّح به إلى 72 ألف صورة محفوظة ضمن هذا النظام. أوضحت الشركة أن هذه الصور تعود لمستخدمات التطبيق وأنها تتضمن محتوىً حساسًا وخاصًا مثل صور السيلفي وبطاقات التعريف الشخصية.

أوضحت شركة Tea أيضًا أن الصور التي تعرضت للاختراق تعود لمستخدمات سجّلن في التطبيق قبل 2024، وأن المستخدمات الجُدد لم يتأثرن بهذه الفضيحة. الطامة الكبرى بالنسبة للشركة أن سياسات الخصوصية كانت تُحتّم عليها حذف صور التحقق (صور السيلفي وبطاقات الهوية) فور التأكد من الأشخاص، غير أن الواقع كشف عن احتفاظ الشركة بهذه الصور في نظامٍ قديم، مما أدى إلى اختراقها لاحقًا!
لم تجد Tea مبررًا هنا، فقالت شيئًا غبيًا وهو أن الاحتفاظ بهذه الصور كان استجابةً لمتطلبات “من جهات إنفاذ القانون تتعلق بمنع التنمر الإلكتروني”! لكن طبعًا لم يصدق أحدٌ هذا الهراء وهوجمت المنصة على نطاقٍ واسع، خاصةً وأنها اعترفت بنفسها أن تلك البيانات كانت يجب أن تُنقل لبُنية أمنية أحدث، ناهيك عن وعودها بتحسين معايير الحماية، وهو ما لم يحدث.

كما واجه تطبيق Tea انتقادات إضافية بسبب سياساته السابقة التي كانت تُلزم المستخدمات بتقديم بيانات شخصية شديدة الحساسية مثل الموقع الجغرافي وتاريخ الميلاد كجزء من عملية التسجيل. ورغم أن الشركة خففت من هذه المتطلبات لاحقًا، فإن هذه الخطوة جاءت متأخرة، إذ إن كثيرًا من البيانات التي تم تسريبها تعود لفترة القيود الصارمة، وهذا يُفسر نشر خرائط لموقع النساء اللواتي تم تسريب بياناتهم!
تقول منصة Tea إنها تتعاون الآن مع خبراء لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، لكن سُمعتها أصبحت في الحضيض ولا بد أنها خسرت، وستخسر الكثير من مستخدميها.
?xml>