“اشتباكات ضارية” بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في عمق غزة

قال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن القوات تخوض “معارك ضارية ضد حماس في عمق غزة”، مع توغل الجنود والدبابات داخل القطاع وسط الحرب ضد الحركة.
وقال الجيش إن القوات البرية والجوية قصفت عددا من مواقع وفرق صواريخ موجهة مضادة للدبابات تابعة لحماس.
ووفقا للجيش، قتل عشرات المسلحين خلال القتال في المناطق الحضرية، كما صادرت أسلحة.
ولم يقدم الجيش الإسرائيلي معلومات جديدة عن الخسائر الإسرائيلية المحتملة.
وقال المتحدث باسم الجيش الأدميرال دانيال هجاري إن القوات البرية “تقاتل الإرهابيين في أماكن ضيقة، ببطولة وشجاعة”.
وأضاف هجاري أن “هذا صراع خطير وله ثمن. إنه معقد، لكن ضروري لقدرتنا على تحقيق أهداف الحرب”.
وأعلن الجيش أيضا أنه قتل قائد كتيبة بيت لاهيا التابعة لحركة حماس، نسيم أبو عجينة، في غارة جوية ليلية شمال قطاع غزة.
ووفقا للجيش، قاد أبو عجينة مسلحي حماس الذين نفذوا الهجوم في كيبوتس “إيريز” و”نتيف هعسارة” في 7 أكتوبر.
وقال الجيش إن أبو عجينة كان في السابق قائد القوات الجوية لحماس، وعمل على تطوير الطائرات المسيّرة والطائرات الشراعية التابعة للحركة، والتي استخدمت في هجمات 7 أكتوبر، وأن “القضاء عليه يشكل ضربة كبيرة لجهود حركة حماس الإرهابية لتعطيل عمليات الجيش الإسرائيلي البرية” في قطاع غزة.
وبعد ظهر الثلاثاء، أصيب أربعة أشخاص، أحدهم بإصابات خطيرة، جراء سقوط صاروخين منفصلين في أشدود في أعقاب إطلاق وابل من الصواريخ من غزة.
وقالت خدمة الإسعاف نجمة داود الحمراء إنها عالجت رجلا يبلغ من العمر 50 عاما حالته خطيرة لإصابته بشظايا، وثلاثة آخرين في حالة جيدة، أصيبوا بشظايا الزجاج.
وتم نقلهم جميعا إلى مستشفى “أسوتا” المحلي.
عناصر الإطفاء يخمدون حريق في سيارة نجم عن سقوط صاروخ في أشدود، 31 أكتوبر، 2023. (Fire and Rescue Services)
وفي ردها على هجوم 7 أكتوبر، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس، التي تحكم غزة، ومتابعة كل السبل لتأمين الحرية لجميع الرهائن المختطفين إلى غزة.
وقال هجاري إن الجيش أخطر حتى الآن عائلات 240 رهينة بأن اقاربهم محتجزين في قطاع غزة، مما يرفع العدد المؤكد للأشخاص الذين اختطفوا في 7 أكتوبر إلى 245 على الأقل. وأضاف أن العدد ليس نهائيا لأن الجيش يحقق في معلومات جديدة.
ومنذ هجوم 7 أكتوبر، أطلقت حماس سراح أربعة رهائن أم وابنتها مع جنسية أمريكية إسرائيلية مزدوجة وامرأتين إسرائيليتين مسنتين بعد توسط قطر، التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية والمكتب السياسي لحماس بآن واحد.

أشخاص يسيرون بين ملصقات تظهر الرهائن الذين اختطفهم مسلحو حماس في غزة، في القدس، 29 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Mahmoud Illean)
وأعلنت القوات الإسرائيلية يوم الإثنين عن إعادة جندية اختطفتها حماس من قطاع غزة في عملية ليلية، وهي أول أسيرة تحررها القوات الإسرائيلية بعد أن تم أسرها في الهجوم في 7 أكتوبر.
وقال الجيش وجهاز الشاباك للأمن العام في بيان مشترك إن الجندية أوري مغيديش كانت في حالة جيدة وتم إعادتها إلى عائلتها. وأنه تم تحريرها في عملية برية خلال الليل، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكانت مغيديش جندية مراقبة، احتجزتها حماس كرهينة عندما اقتحم المسلحون قاعدة “ناحال عوز” قبل أكثر من ثلاثة أسابيع. ويعتقد أن مغيديش كانت محتجزة بمفردها، على الرغم من أن أعضاء آخرين في وحدتها أسروا من قبل حماس في هجوم 7 أكتوبر.
ولا يتوقع أن يكشف الشاباك والجيش الإسرائيلي عن مزيد من المعلومات حول كيفية إنقاذ مغيديش من أسر حماس، لمنع الإضرار بالعمليات المستقبلية.
وقال هجاري إن مغيديش تمكنت من تذكر كل ما شاهدته في قطاع غزة، وقدمت معلومات قال إنها قد تستخدم في العمليات المستقبلية.
وأشاد القادة الإسرائيليون بعودة مغيديش، وقال وزير الدفاع يوآف غالانت إن العملية “دليل” على أن إسرائيل قادرة على إنقاذ الرهائن الذين تحتجزهم حماس وفصائل مسلحة أخرى.
وكانت مغيديش واحدة من بين 245 رهينة على الأقل تم جرهم إلى القطاع من قبل حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها خلال الهجوم على جنوب إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع، عندما تسلل حوالي 2500 مسلح حدود غزة في هجوم متعدد الجوانب وقتلوا أكثر من 1400 إسرائيلي.

مشيعون يتعانقون خلال جنازة ميني وأيليت غودار، في كيبوتس “بالماخيم”، 29 أكتوبر، 2023. (AP Photo / Ariel Schalit)
وجاء الإعلان عن إنقاذ مغيديش بعد ساعات من نشر حماس مقطع فيديو يظهر ثلاث نساء محتجزات كرهائن. وتم التعرف على الرهائن الثلاثة وهن دانييل ألوني، ريمون بوخشتاب كيرشت، ولينا تروبانوف.
في غضون ذلك، يستمر القصف الصاروخي على جنوب ووسط إسرائيل يوم الثلاثاء، مما تسبب بإلحاق أضرار بمنزل في مجلس أشكول الإقليمي خلال إحدى الهجمات.
ولم تقع إصابات لأن المنزل كان خاليا في ذلك الوقت. وقد تم إجلاء معظم البلدات الواقعة على الحدود الشمالية والجنوبية منذ بداية الحرب.
وبالإضافة إلى البلدات الحدودية مع غزة، تم إطلاق وابل من القذائف باتجاه منطقة في صحراء النقب بالقرب من مدينة بئر السبع الجنوبية. وتشمل المناطق التي تعرضت للهجوم مناطق يعيش فيها العديد من البدو وتخلو من الملاجئ المناسبة.
كما تم إطلاق قذائف متعددة باتجاه وسط إسرائيل، مما أدى إلى فرار مئات الآلاف من الأشخاص بحثا عن مأوى.
وسمعت صفارات الإنذار في تل أبيب وبيتاح تكفا ورمات هشارون وبني براك، بالإضافة إلى مناطق أخرى.

منزل أصيب بصاروخ في منطقة إشكول، في 31 أكتوبر، 2023. (Eshkol Regional Council)
وومع استمرار القتال، أصدر الجيش الإسرائيلي تسجيلا لرئيس القيادة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان، يقول فيه للقوات العاملة في قطاع غزة أنه لا يمكن أن تكون هناك “أي نتيجة سوى النصر”.
“مراكز القيادة الجنوبية، القائد يتحدث. إننا نطلق هجومًا على حماس والجماعات الإرهابية في قطاع غزة. هدفنا واحد وهو النصر. مهما طال القتال ومدى صعوبته، ليس هناك نتيجة أخرى سوى النصر”، قال فينكلمان.
“سنقاتل بمهنية وبقوة في ضوء قيم الجيش الإسرائيلي التي نشأنا عليها. وأهمها التمسك بالمهمة والسعي لتحقيق النصر”.
“سنقاتل في الأزقة، سنقاتل في الأنفاق، سنقاتل حيثما كان ذلك ضروريا. سوف نضرب العدو الرهيب الذي يقف أمامنا”.

قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان (وسط)، في قطاع غزة، 30 أكتوبر، 2023. (Israel Defense Forces)
“إخوتي المقاتلون، سكان بئيري، سديروت، نير عوز، كفار عزة، وبلدات النقب الغربي، ومعهم شعب إسرائيل بأكمله، جميعهم ينظرون إلينا الآن. وهم مثلي أيضًا يثقون بكم ويؤمنون بكم. أنتم جيل النصر”.
“إذهبوا للقيام بمهامكم، اضربوا العدو”.
وتواجه إسرائيل دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار في الحرب ضد حماس في غزة مع اشتداد القتال، وفي يوم الجمعة، تم تبنى قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار دون ذكر حماس بأغلبية ساحقة.
ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الإثنين فكرة موافقة إسرائيل على وقف إطلاق نار مع حماس.
“أريد أن أوضح موقف إسرائيل فيما يتعلق بوقف إطلاق النار. مثلما لم توافق الولايات المتحدة على وقف إطلاق النار بعد قصف بيرل هاربور، أو بعد الهجوم الإرهابي في 11 سبتمبر، فإن إسرائيل لن توافق على وقف الأعمال العدائية مع حماس”، قال باللغة الانجليزية خلال مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام الأجنبية.

سيارات دمرها مسلحو حماس خلال هجوم 7 أكتوبر، في حقل بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة، 31 أكتوبر، 2023. (Yonatan Sindel/Flash90)
“بعد الهجمات المروعة التي وقعت في 7 أكتوبر، الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام لحماس، والاستسلام للإرهاب، والاستسلام للهمجية. ذلك لن يحدث”، قال.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على الحركة التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، وهي تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها الحركة، بينما تسعى أيضا إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وأعلنت وزارة الدفاع يوم الثلاثاء أنه من المقرر أن تدخل 80 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة في الساعات المقبلة، وهو أكبر عدد في يوم واحد منذ بدء الحرب.

عائلة فلسطينية أنقاض منازل دمرت في أعقاب غارة إسرائيلية، في رفح بجنوب قطاع غزة، 31 أكتوبر، 2023. (SAID KHATIB / AFP)
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 100 شاحنة من المساعدات يوميا للقطاع.
وضغطت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون على إسرائيل لزيادة وتيرة دخول المساعدات إلى غزة بشكل كبير. وتقول إسرائيل إنها يجب أن تفحص جميع الشحنات التي تدخل القطاع بحثا عن الأسلحة أو غيرها من المواد المحظورة، وأعربت عن مخاوفها من أن البضائع ستنتهي في أيدي حماس، التي تحكم القطاع.
ومنعت إسرائيل دخول المساعدات من جانبها من الحدود لكنها سمحت بشكل متزايد للقوافل بالدخول من مصر، في حين أكدت أنه لا توجد أزمة إنسانية في القطاع، وأن لدى حماس مخزون من الإمدادات التي تحتفظ بها لنفسها ولا تقدمها للمدنيين اليائسين بشكل متزايد.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير