#حلم تفسير الاحلام لابن سيرين الفصل الأول باب حرف رؤيا الابريق في المنام
طبيعة الإنسان في هذه الحياة، والإنسان فيها كادح إلى ربه كدحًا فملاقيه، {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا فملاقيه} وقال سبحانه: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} فالمشقة هي طبيعة الحياة، الكدح هي طبيعة هذه الدنيا، هذه الدنيا التي تعب فيها الأنبياء، وتعب فيها الأولياء، جاع فيها كليم الله موسى، وجلس طريدًا فريدًا في ظل شجرة يُردد {ربِّ إني لما أنزلتَ إليَّ من خير فقيرهذه الدنيا التي جاع فيها رسولنا –عليه صلاة الله وسلامه– كان يربط على بطنه عددا من الأحجار من شدة الجوع –عليه صلاة الله وسلامه– هذه الدنيا ما رضيها الله تبارك وتعالى ثوابًا لأوليائه، ولأن عنده حقيرة, ولأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة, فالله لم يجعلها ثوابًا لأوليائه، وقد يُعطاها ويفوز بها لكع بن لكع، وقد يُحرمها تقي, لأن الله تبارك وتعالى –كما قلنا– ما رضيها جزاء لأوليائه، وما جعل تيسير أمور الحياة دلالة على رضى الله تبارك وتعالىكذلك ليس عسر وصعوبة الحياة دليل على أن الله ليس براضٍ عن الإنسان، كلا، قال تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمنْ * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننْ * كلا}.
إذن عليك أن تهون بداية على نفسك، ثم عليك دائمًا أن تتخذ الأسباب، ثم توكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، وقد تصعب الحياة على الإنسان لأنه لا يركز، لأنه لا يدرس الأمور، لأنه لا يُخطط، لأنه لا يرتب أوراقه، لأنه يريد أن تأتي الأمور هكذا (سبهللة) دون تخطيط, ودون ترتيب، فالله بنى الحياة على مسببات، كان يمكن أن يعطي مريم أم عيسى -عليهما السلام– التمر، ولكن قال: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبًا جنيًا} ذلك لأن كل شيء له سبب، وهذا السبب لا بد أن يأتي به الإنسان بطريقة صحيحة؛ حتى يصل للنتائج الصحيحة, ويفوز بالثمار الطيبة الصحيحة، عليه أن يتخذ الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى
المصدر: يوتيوب